الأربعاء، 20 أبريل 2011

زفرة شوق ,,






















لا زالت هنا تنتظرك كلمات في قلبي تأبى الصمت , ولا زالت هناك رسائل على رفّ مكتبتي تنتظر يدَك لتمسك بها وتقرأها بشغف لتعرف من أنا وما أكن لَك , ربما هي تكتب أصدق لأني لا زلت أخجل مِنك ومن كلام الحب حين ينطقني أمامك , ويتسرب الحديث من روحي ليسكن جفنك ويسهر معك على أنغام الوتر و زخات المطر  , في سماءٍ ليلية حالكة يرتسم في قلبها بكاء قمر ووداع صورّ , حينما كنا نسهر على جفناتِ حديثنا الذي نُسِي , وباتت أرواحنا تأبى الوُداع , و قد أصريّت على تلك الوداع  واتهمتني بِه!
لم اشأ حينها ولا الآن التكلم فيما فات , ولكن كلماتٌ في نفسي تريد أن تصل إليك اليوم قبل غدٍ , ولن أودعها مخزن الرسائل لأني لا آمن الحداثة في وصولها ولأنني أريد ردة فعلك تكون أمامي ومعي , إذاً ماذا انتظِر أكثر من هذا . وماذا عساني ارتجي ّ..!
إذاً مالذي يدعوني للكتابة وقد جفت محبرتي وعادت أوراقي أدراجها وهزمَت تكافح حنينها وبت ساكن لا تتحرك , ولكن مازال قلبي يرتجيك ويترحم على حالي في حبي إليك , 
أريد أن اجلس معك وأن احكي إليك , اشتقت أن تصغي لحديثي , أن تنظر لعيني حين أتحدث لك حتى عن سقمي في غيابِك , اشتقت أن تحضني كفيّك , وأن أراك أن ألمح عينيك , أن تمسك يدي بيديك , دون كلمة أو حتى نفس يكرر لا لن يستمر شيء من أحلامكما ..
كرهت كل شيء وعاودت البكاء لأنه الشيء الذي يشعرني بالضعف وأنني أعيش , عاودت البكاء أتدري لما لأنني لا أقدر على وصالِك ولا على تركك كل أمر أمرّ من الآخر .!
طويت كل ماكان بيننا من أحاديث لأنها بقت بصمة في قلبي تأبى النزوع , محوت كل شيء علّني أنسى ووجدت نفسي انطويت ولم يطوى شيء من حديثك , ذاته الحنين يعيدني إليك ولكن بغير لهفة , أو أنني أكابر لا أدري , ولا أريد أن أدري !
مع كل زفرة نفس تظهر صورتك , وكأني اتنفس ذكراك بروح ألم , وضيق , اابتعادك جردني حتى مني , أذاته الحنين  يذهب إليك , ويعود عالقاً بصورِك , أتعلم أنه يخيل إلي أن من حولي لا يشعرون كما أشعر , أو أن شعوري بِك فاق الشعورّ!

على متن الطائرة




















تبعته نظراتي بلهفة ولكني خشيتُ الكثير فأسديته للزمان , صعدت أدراج الطائرة وكنت ابحث بين الجموعِ عن مقعدي بينما في يدي ورقة كتب عليها رقم جلوسي , وكنت امشي بينهم ابحث عن ماذا عن مكاني أم عنه لا أدري وقتها لم أتقصد شيء , أخبرتني المضيفة أن استند هُنا , كان يقطنُ في المقاعد الوسطى المقعد الثالِث على يسارِ الطائرة وأنا متقدمة بشطر واحد في النصف على الجهةِ اليمنى , كدتُ أطير فرحاً فهو الآن قريباً مني مسافة وأبعدهم عنيّ قلباً واعتباراً , ظللت أتقدم قليلاً حتى استرق بنظراتي وأحتفظ بصورته في مخيلتي , لا أدري ما الذي جذبني نحوه مذ كنا في المطار ننتظر رحلتنا لتترجل , جاء كالريح لهف أنفاسي وذهب , كنت أراعي أشياءً كثيرة, ولا أريد أن يراني ويلحظ اهتمامي بِه, ولكن الأمر خرج من يدي وانتبه لاهتمامي واستراق نظراتي نحوّه , فكنتُ اضحك بشراهة لأني أشعر بالأنس , فهو يراني ولا يعلم إحساسي , لا يعلم ما تخبئه نظراتي .
مرّت الساعتين , كأنها الثواني أذنت لي بالحديث المقتطع بيني وبينه وكان يحس أني أنا ولست أنا بين مصدقٍ ومكذبّ , فكنت أتوارى خلف المقعد حتى لا يراني ويشعر باهتمامي , تواصلت نظراتي وكلماتي , كيف ماذا يحدث لا أدري , هبّت الطائرة للهبوط وقد هبط معها قلبي , يختطف مني دقاتِه , وأذِن كل شيءٍ بالرحيل , بينما كنّا نصعد من ساعتين فحان الآن لأن نهبط , ذهبت وذهب , تتبعته خطواتي ونظراتي , وكان لا يأبه بشيء منّي , كان يخشى أن لا أكون أنا , ولكن يشعر ذات الوقت أنها أنا , التي كانت تسترق النظرات , استلمت حقائبي  , ورحلت دون أي شيء حتى قلبي بقي معلقاً على متن رحيِلِه , ولكنه كان ينظر لي من بعيد ولكن حتى هو كان يخشى أن أراه , كلنا بنفس الإحساس , والجموع حوّلنا تأبى علينا حتى الوداع , وافترقنا دون أن نودّع بعضنا , كلٌ عاد ولكن ليس كما كان مجرداً.

قدري هوّ !









ما عاد لهذه الكلمات معنى , ولا حتى للألحانِ في أذني طرب , حين قررت أن تذهب وتقول إنها رغبةً مني فابتعدت حتى لا تتعمّد جُرحي , وأنت الجرح الوحيد الذي أحبه ويؤلمني , لا أعلم شيئاً من حين طرقت أبواب قلبي بهدوء صوتِك وهدوء كلماتِك , كل شيء فيك هادئ صامِت , حتى إحساسِك , حتى حين شئت أن تبتعد فضلت الانسحاب بهدوء كعادتِك في كل شيء!
لم أشُك ولو لوهلة أنني أحببتُك , وحين قررنا الابتعاد أحسست بفراغ كبير جداً في قلبي , ماذا يحدث حبيبي , ماذا يحدث؟!
كنت أتحدث لك عن كل شيء  , وعن كل تفاصيل يومي , كنت أشعر تماماً بالقرب مِنك , ومن أفكارِك , حتى حين تبتسم انفجر ضاحكة أريد زرع هذه الابتسامة على قلبِك ولو كان في قلبي منك جُرح , لا تبتعد لأني أحيا بلا قلب بدونِك , فلا تجرحني بهذا الغياب ..
أتذكر تلك المدة التي غبت فيها طالت,  وعدت بعدها تسألني ماذا جرى لي حين غبت عنيّ , وقلت لك إن كنت تستهوي عذابي فأنا بغيابِك أتعذب وهل يعجبك أن أعيش في عذابٍ منك.. فلا تعد تواصل الحديث لأنك تعلم أني لم أكن في يومٍ ما كاذبة في إحساسي بِك !
رسالتُك الأخيرة ..
ورسائل قلبي الكثيرة
زرعت في قلبي حيرة
وسألتك ماذا تعني ؟
قلت لعلّ في الأمر خيرة!
أتظن في غيابك سأسلو
بل سأبقى ضريرة
سيجف من جوّ قلبي عبيره
ستذبل زهور وجنتي
 ستبقى أدمعي بها جديرة
وسيرحل من عالمي الطيور
ومن عساي أن اسمع هديله
هل سترحل
هل ستجعل الأيام في العمر تذبُل
سيبقى فيّ الحب
سأسقي ورود القلب
وسأحبك فوق كل حبّ
يا أجمل حب
كان يسرق أيامي
ويعلي آمالي
لن أنسى أنك زرعت في قلبي ابتسامة لن تمحى , لن أنسى أنك جعلت منيّ جميلة يوماً ما بدفء كلماتِك , سأبقى اذكر كل شيء , وحين يسألني في الغد من هوّ ؟
سأجيبه : قدريّ هوَ!

قصة الأمس ..!







أخبرتني أن اسمها قصة الأمس فطلبت مني سماعها فهي لذيذة على السماع , تركتنا الأيام نرتمي في سهادها , ومرت وافترقنا, ولا أعلم ما الذي جعلني أراها بعينيّ اليوم والتقطها بشغف واسمعها , وكأنها كتبت أن اسمعها بعد أن نفترق وكانت تحكي قصّتنا التي نسجناها معاً وفككنا خيوطها معاً وكنت متعجلاً ونسيت..!
قطعت حبال الوصل , وكل سبل رؤيتك , واختبرتني فضعفت لمجرد غيابِك , وبقيت قصة الأمس الذي يحكيها خيالي كل ليلة لي وأنام عليها وأعود لأصحو عليها , انظر لوجهي في المرآة وفي كل مرة اغسل فيها وجهي أزيد الماء كي تتسرب ملامح الشحوب من بين يدي وتذهب مع الماء كما تتسرب من أصابعي , وبعد دقائق ذهبت آثار الماء وبقي الشحوب ما بقيت فيّ , خطوت نحو الشمس فرأيتها تبتعد عني وتدنو الحقيقة مني حقيقة رحيلك عني!
ماذا يجري , لست أدري !
كل شيءٍ قد تغيّر مذ قلتُ لي أن نفترق وزعمت أنها رغبتي , ورحلت وأنت تتبسم حتى لا تضخم مرّ الفراق كما هو ضخماً أمام عيني مذ زمن وحتى الآن والدليل أني حتى الآن لم أصدق ما يجري  بل ما قد جرى , أتذكرك بصخب الموسيقى التي سمعناها معاً وطربنا على أنغامها معاً , وبكينا معها يوماً , وضحكنا بسببها يوماً , ظلّت أوفى منك فبقيت معي ورحلت أنت!
لا تعتقد أنني اتهمك بالجحود فهذا حقّك لكن لا تقل إنها رغبتي وحدي , فهذا ينهيني , ويدنيني للجنون , فلا تدنيني للجنون فأنا بِك مجنونة فهل تريدني أجنّ أكثر من هذا!
لا أريد أن أقول أني لن أعود خيفة أن أتناسى جحودك وأعود , وأنسى صدودك وأعود , خيفة أن أضعف فأعود , أنت ابتعدت لأنك تعلم أن ابتعادك جرح  يأبى الشفاء بسهولة , أتعتقد أني مع الأيام سأنسى , أو حتى سأسلى , لا تجرحني فما عدت أحتمل أكثر, فكفى !

مختلفة !!














هذه المرة مختلفة عن كل مرة !
جاء يحمل كلاماً كثيراً اختزنه في صفحة صغيرة وعبرّ فيها عن مرّ الفراق !
رسالة حملت كل معاني الوفاء والشوق الذي غلفته حروفه النديّة , إذا لما ابتعد ثم عاد بقوة هذهِ المرة!
أيحبني؟!
أكان يحمل لي المحبة ولا يقول؟!
لماذا لم يبح يوماً؟!
لما أرى شيئاً واسمع آخراً مغايراً!
تمتمات ذكرى ومحبة صادقة , جردها الزمن من التحقق !
وصارت أدمعنا تأبى الرحيل
فقد حان الرحيل
وصرت أهمهم بين نفسي لا زلتُ أحبه
لا زلت أحبه!
غاب
ذهب
وقال إنها : برغبتي! وأنها حلمي؟!
أحلمي أن نبتعد
حلمي كان أن نكون معاً ..
ولكن أبى كل شيء !
كل شيء

معجزة ..!

ابتعدت  وخطوت كثيراً ظناً مني أن هذا البعد سيدنيني من نفسي أكثر , سيذكرني بي أكثر , و سينسيني إياك أكثر وأكثر , ابتعدت عليّ أشفى من هذا السقم الذي بات علماً في ملامحي وصوتي وضحكتي وبكائي بينهم أو بيني وبين نفسي , في هذه المدينة حيث يفصلني عنك الكثير ليس كثير جداً لم آتي لأتعلم أو حتى لأعمل جئت رحلة نقاهة بعد العناء , وأُرهقت أكثر , ظللت معي مسافراً في قلبي لا تأبى النزوع!
تطقست أجواءها حرارتها وبرودتها في الليل الحالِك مع ضوء القمر , جئتني مسافراً مع الأنغام تسافر في حدائق قلبي وتستقي من وريدي المنهَك , وجدتك في كل الأماكِن والصوّر ونسمات البحر , وجدتك في كل صورة ثابتة , رأيتك في وجوه المارّة تسألني أين أنا  ولما اخترتُ الابتعاد ؟!
لا تزال تؤكد بأنني من اخترت الابتعاد على أنه الحل الأفضل والأكمل , ظناً منك أني فضلتُ نفسي ونسيت من أنت حينها , وأنا التي تأبى أن يكون إحساسها لغيرك نابض , لما ترهقني بهذهِ الاتهامات  لما ؟!
دعك مني ودعني منِي وأخبرني كيف حالِك .. كيف تعيشُ أيامِك , أظن أنك بخير مذ ابتعدت صارت سماءك صافية من شوائب لومي وعتابي , وأن قلبك المرهف كما تقول ظلّ ينبض بحرية دوني .. مادمت بخير فلا يهمني أن أكون بخير  أنا أو لا ما دمت تعيش دوني بهناء..!
الأيام تمر بدونك ولكن هذا لا يعني أنني أعيش , ربما أني أعيش ربّما ذلِك , يعلمون أن غيابِك جرحاً في قلبي يأبى السكينة , صرت معي في كل شيء , بِتّ أكره النوم حتى لا أغفو على ذكراك و أتصبح بها , ارحمني من هذا ارحمني ,
آمنتُ أكثر الآن أن لقائنا معجزة , وأن تجريدك من قلبي ونسيانِك أعظم معجزة!

أصمِت هذهِ الأسئلة !
















أصمِت هذهِ الأسئلة في داخلي , ظل كل شيء يسألني عنك , ويذكرني بِك , لماذا كل شيء أبى أن يكون إلا لَك , عندما أجد أني غير قادرة على الإجابة انحني وأبكي , كما دموع السماء في الصيف تكون مشحونة بالبكاء , فتبكي وتقِف قليلاً ثم تعاوِد البكاء , ولكن الفرق أنه حينما تبكي السماء يفرح الكثير وأني حينما أبكي تتشوه ملامحِي فقط.
لا أحد هُنا , يعرِفُك , ويعرف هذا الحنين الذي يستوطن أضلعي ليكونَ لكَ وحدكْ , دعني انظر للمطر , وتتخالط أدمعي بأدمع السماء النقيّة , علّها تبلل وجهي الشاحب وتسقي أهدابِي , تنعش داخلي , وتعيدني لكل شيء جميل بدونِك
للطفولة ومساحات الضحكات التي تكون ليس لسبب معين , فقد نضحك لسكب الشاي على قطع البطاطس , أو عواء الذئب منتصف الليل لنلتحِف أسرتنا وننام , أو أشياء تافهة لاتدعو للضحك , حين نعبث ببالونات الماء و نصبها عجلاً في وجِه من يحاذينا بحذر , !
تتبعني كظلّي وتسآبقني في الذكرى كما تعدوّ الخيل في الظهيرة , تقفز بي لمتاهات تتعدى بي مدى الأفُق حتى لا أفقّ وإني اصطنع ابتساماتي لتقف على الرفوف مكبلة بالدموع والحيرة , لما تغيب أو دعني هذهِ المرة اسألك مالذي يجبرك على الغيآب , والرحيل دون أسباب وآجهني فقد أخلفتُ الصواب وماعدت أرى جميلاً يآعذاب!
أعيشُ لوحدي استقي عذآب بعدك , لا يدري عني أحد , حتى الجمادات من حوليّ كآنت أرحم عليّ من الأحياء , أقاسي وأعاني عذاب الصمّت , أتعلم أن صمتي لا يعني جهلي ولكن أعيش حيرة , لا يقدر على إعادتي متوآزنة سوآك , تفهمني وتقرأني ولكنك تغيب دون أن تسأل وتأتِ بعد الغياب حاملاً يومياتِك دون أن تشعرني بعذابي في غيابِك بقول : اشتقت ؟!
وحينما لا أقدر على مناقشتك في أمورٍ ستميتني منك قهراً اكتفي بالصمت , لأحترق كما الشمع تماماً كما الشمع , ولكن عذابي بدونِك , أفضل من عذابي معك !!
كلما حاولت أن أنساك , تظلّ في الذكرى أكثر , هناك شيءٌ يؤنبني يعذبني ولكن لماذا , أنا لم أرتكب شيئاً في حقّك وحين أردتُ أن أنساك تأتِ أكثر , إذاً لما أتعذب وألعق الحرمان وحدي وأنتَ تهيم في السعادة !
وحدي من أتعذب
وبنارِ هجرِك تتسبب
في ضياعي
وحرماني
ولا أتطلب
منك شيء
ولا نصف شيء
وحينما أرتدي ثوب
البكاء
تسأل
لما تسأل
وأنت السبب
تغيب عني
وتسأل مالسبب
ارتحل ياظالماً
لن أنساك رغم كل الجراح
ليس ليقولوا عنها مضحية
ولكن لأن حبّك وحده
تضحية!!

إلى أين تأخذين بيديّ!

إلى أين تأخذي بيدي .. إلى أين تسيرين بي .. وإلى من؟
دعيني آخذكِ ولا تسألينني  فهناك ما هوَ أجمل .. وستعرفين بعد ذلك إلى أين..!
لا لا وما هو الذي سيكون أجمل بعد أن افتقدته , وما هوّ الذي سيكون أرحب بعد أن تلاشى عن كوني الصغير , كنتُ كلما أراه ارسم أحلامي معه , وكنت آتِ بالممحاة و أمحو بعد أن اتقن كل شيء أعود فأمحو كل  شيء , وكأنني كنت أعرف تماماً أن كل شيء سيمحوه  الزمان كما محوته من أوراقي!
لم أكن افقه شيء ولا زلت لا افقه شيء , مذ ذلك الرحيل بقيت إنسانة أخرى بقيت أعيش على أحلامٍ رسمتها في خيالي لأني هربت من الواقع المرّ , الواقع الذي أبعدني عنه وأبعدني عن ذاتي كلياّ ..
وتصحبيني .. لا تصحبيني !
دعيني أراجع نفسي وإلى أين أنا ذاهبة , دعيني أعاود تكوين ذاتي وابحث عنها حيث أني فقدتها عنده ولم أجدها عندي, أنا من أنا أصبحتُ مرّة مملة لا شيء يستحق فيني للترتيب , فأنا لست مؤهلة لشيء حتى للحب!
سيري وابحثي عن أخرى ..

ماضٍ بعيد
















إلى ذاك الماضي البعيد
إن أحلامي لا تهدأ , مازالت تمسك بِك كصورة ممزقة , هوتَك كثيراً,حتى كادت أن تخونني معك , تفكر بِك طيلة وقتها وتقضي الليل نوماً كي تتذكرك وتغفو عليك وتصحو كذلك
خائنة جديدة اجتاحتني ,سرقتك منيّ , وكنت أظن أني الوحيدة التي تتذكرك في المغيب غير أمّك , إني أقف وحدي هنا ,أتمزق كورقة خريف , أقف بنفس هيئتي وملامحي ولكن العمر يذبُل , يغيب عني قطار العمر ومازلتُ انتظِر , وأعيش معك لحظة بلحظة , أجسدّك أمامي , أتكلم معك بشغف وحين يشتد الحديث أقوم فأصرخ وأشد في صوتي , أخفتُه قليلاً قليلاً وأسقط هاوية في مضجعي حيث عرفت ُ أني أعيش حلماً ,

 سألتني هيَ اليوم قالت ما بكِ شاحبٌ وجهكِ؟
وما عرفت بأني طوال الليل كنت أنوح لذكراك , بنفسها الأيام التي جمعتنا سوياً هاهي فرقتنا , تركتني أترجم كل حرفٍ في ذاتي لك , ريّتك كنت تسمعه , ريتّك كنت تعرف أن هذا المعرّف يعني أنا .. يعني أنا التي تكتب لك ولا تكفّ ,
حتى الأماكِن التي لم تجمعنا يوماً تذكرني بِك , لما أني أصنعُ الأحلام معك وأنت لا ترتديها , أنت قد نزعتها منذ زمن, ونزعتني مِن حياتِك هذا لو كنتُ في حياتِك أصلاً ..
تغفو في صدري أمنيات كثيرة , حين ينامُ الناس أبقى يقظة أصارِع ُ توقي لرؤيتِك , أظلُّ أضرب برأسي في الحائط كي أفقد الذاكرة وأكاد أفتقدها من كثرِ الضرب إلا مِنك لأنكَ ليس حاضراً لأنك باقياً منذ الماضي وأخشى أن يكونَ مستقبلي مكرساً لذكراك ..
لا أجيد الكتابة
لا أجيد شيئاً يعبر عن ضيق ٍ أشعر بِه حين أكتبُك , وحين في وريقاتي أرسمُك , أشعر أن أحرفي وضيعة لا تترجم إحساسي الطاغي بِك , وأشعر أني أحبكَ فوق كل حبّ على وجه الأرض ولد أم لم يلِد !
أتذكرك كما لو كنتَ أمامي الآن , وأشعر برغبة جامحة في البكاء , لما حين أحببتُك كثيراً ابتعد كثيراً , حيث لا أحصي هذا الشعور الذي يلازمني لفراقك ,يظنوّن مني أنيّ نسيِت , أنيّ سلوّت , وما دروا بحالي الذي يضيق بِه وسع كوني , وأشعر بأن حجم سمائي لا تحتوي حزنِي , حتى سؤالهم كيف حالُك ؟ يصيبني با لصداع !
دعني أُتكئ أحزآني عليك على كتفيك بادر بنزعها منيّ بنظرة من عينيك ولمسة حارّة من يديك , دعني أرتشف أحزآنك وبادلني آهاتِك , حينها سأكون العصفورة لك كل صباح , والقمر لكّ كل مسـاء , سأمطرك بوآبل من الحنآن , فلا تحرمني عشقِك , أشعرني بحبِّي فيّك , علمني كيف أصل لذروة الحب في عشقِك !
لا تقل هذا كثيراً , فـ حينما أحببتُك , لم يكن باختياري , ولم تكن أنت باختياريّ , ولدتَ في قلبي قبل أن تتكون في رحم أمك  , حبي لك مكتوب كأي قدر , ورغم كل العذاب الذي أعيشه , حبكّ يشعرني بأني أعيش , إنيّ أعيش ,

وإني أضيــــــــــــــــــــ ع!

لأجلِ الأشياءِ الجميلة
لأجلِ الأيام الخالدةِ التي تسألني عنّك
لأجلِ هذا الجرح الذي في نفسي يأبى الشفاء
ويأبى أن يغادرني ,وتحملني الذكرى إليك
إلى أيامِنا وليالينا
وصباحاتنا التي كُنّا نقضيها معاً
كنتَ تهمِس لي بأجملِ الأغاني
كنّا نضحك معاً
ونبكيِ معاً
وحين تتألم كنتُ أسبقُك ألماً وعذاباً
أظلّ يومي أفكرّ فيِك
وتكون قد نسيتَ كل شيء مرّ بِك
وأنا الذي لا شأني بعذابك كنتُ أتعذب لأجلك أكثر مِنك!وتسألني كيف حالي ّ؟!وتسألني عمّا بي وأنت دائي ودوائي
هذا السؤال يصيبني بـ الصداع
بـ الغضب ..لاتسألني كيف حالي وأنتَ تغب عنيّ
لأن حالي في غيابِك لا يسمى حالاً
وإنما مرثيّة ..!يعزّ عليهم أن يروني هكذا وأنت لا تأبه بشيء ,تستمِر في غيابِك
قليّ مالذي يجنح بِك بعيداً
قليّ مالذي جعلكَ تعتد هذا الغياب
أهُناكَ أخرى ؟
لا أظن ذلِك .. أبداً
ولكن هذا لايعني أنيّ أنا أني أنا التي تفكرّ بِها
لا أنكر أنك تحمل ماضٍ جميلاً بيننا
ولكن ليس أنا ملهمتُك..حبيبي
هذا الجفاءُ منك يولّد الكسر في قلبي
ينهيني يؤلمني
بل أشعر أني لا أشعر بشيء إلا بِك
لما أنت لا تأبه ,!حبيبي شوقي لكْ أكبر من تعبير
على حبرِ ورق
ومسمع آذان
وقراءة بصرّ
مابيّ أكبر , إني أضيع
إني أضيــــــــــع

ضمور !










عندما جئتَ غابت عني كل الأشياء ,جئت فأحييت فؤادي بعدما كان يذبُل بلا حُب ولا إحساس , أنرت الأضواء الخافتة , وأعليت الأصوات الميّتة , أحييت شيئاً كاد أن يموّت , عندما كانت تضمُر أضلعي جئتَ فأحييتها من جديد , أعدتني للحياة للسماوات للأصوات أيقظت فيّ كل شيءٍ فات , منذ عرفتُك شعرتُ بأني مولود  على كفِّ الحياة يشعر كما يشعرون ويبكي كما يبكون ويضحك كما يضحكون , كنتُ كلما أراك أشعر بلذّة رؤيتك , وكأني في كل مرة  أعرفك مختلفة عن كل مرة, كما أعرفك أجهلك , وكما أجهلك أجهل نظراتِك , أرى أنك شيء لا يمكن وصفه , لا لجمال بل لأني سأظلمك بالوصوف حيث أني لم أرى للآن شيئاً يليقُ بِك , وكلما أبحث في كومة قش أفكاري عن لقبٍ لك لا أجد , أسميتُك قلبي , لأنك أنت الذي يحيا بِه.
حين أفرح لخبرٍ ما أريد أن يكون فرحي لَك أريد أن هذه الإبستامة ترتسم على شفتيك قبل أن ترتسم على شفتي , بهجتي في غيابِك , لا تعادل شيء ولو بسيط من حضورِك .

لما حين أكون محدقةً في شيء تتكون عليه كالضباب صورتُك , أريد نزعها لتبقى أكثر , أحدّق فيك أحاكيك , وأكون في قمة غضبي من أحدهم وسرعان ما ابتسم لحضورك في ذهني!
عندما أحزن أتذكرك , وعندما أفرح أتذكرك , وحين أكون بينهم أتذكرك , أنت لا تغيب عني , كظلي ترافقني , بل أشد حيث أن ظلالي تسير خلفي وأنت دوماً أمامي ,
كثر انحنائي في هذه الغرفة وزاد توقي للجلوس وحدي ,  يسألونني كثيراً ما سر هذا الشحوب ؟  وتأبى شفاهي التحدث, لا أجد إجابة وافية ولا كلمة كافية لهذا الشحوب الذي يصيبني ,
تغيب عني كثيراً لحين ظللت أنك أنت مفرد الغياب ذاتِه , تستقر هناك , وأنا هنا لا استكين أبداً , تبقى أفكاري تتحدث باسمك وأحلامي تسرقني إليك ,
ماذا لو جئتُ إليك الآن ؟ ماذا أنت صانِع ؟ هل ستتقبلني رفيقة لك ..حبيبة نزعت رداء المحبة من الدنيا كلّها لتكون أنت رداء محبتهِا الوحيد , حيث أني وجدت أن الحب لا يستحق أن يكون لغيرِك .. عشتُ ك بكل تفاصيِلك , عرفت كل شيءٍ عنّك , وعندما يتحدثون عنك , تزداد بهجتي وأريد لو أسابِق الكلمات للثناء عليّك .. !
ربما لو قلتُ أني منذ متى لم أراك , ليس بفترة بعيدة , ولكني أشعر أنها أكثر من كثيرة ..ما يغفر لك أنك لم تعدني بشيء , ولم يكن أي حديث بيننا يستقر في نفسي حتى الآن , كنت صورة أعيد رسمتها في كل مرة , وما تزال رسمتي التي لم أتقنها ولن أتقنها ..لأنها خالية من روّحِك ..وروحك التي تحسّ بِي ..وبوجودي ..!

فلّاح !







شيءٌ يشبِه الندم
لا أدري هل لتسأولاتي مجيب
 وهل لحديثِ نفسي الذي لا يكلّ
 رد مقنع أو مصيب
 ولا أدري هل غداً سيمحو الخطيئة
  هل ستعفيني الإجابات
ويحين قولُ الحقيقة
لو كان بيدي لهجرتُ الدنيا وتركتها خلفي
لو كان بيدي لأضحكت الذي يبكون
لو كان بيدي لزرعت الأمل في نفوس اليائسين
لو كان بيدي لأعميتُ هؤلاء السفلة الحاقدين
لو كان بيدي أن أشيد من صرح المحبةِ سقفاً لعدة سنين
هُناك في صدري يكمن الحنين
 وذكرياتٍ باتت تلقمني الصبر على قسوةِ هذآ الزمان
 على هؤلاء الأعين وتلك الأنفس تداري خلفها شيئاً
لا أفهمه بت لا أعرفه
 وذهبت في العالم حين قالوا عني مسكين , نعم أنا مسكين , فالسكينة وكوني مسكينة لا يكون بحجم خبثكم وحقدكم فأنتم المساكين لستُ أنا !
أنا لا زلتُ على سجيتي , آكل الخبز في الصباح , وألقم الحبّ للعصافير , وحين يغدو الناس لبيوتهم أكون بين والديّه أتناول حبوب الأرز  وإيداماً مطعماً بالحبّ والحنين , ارحل للحقول بين المشاتل وتمر بنا الفصول , وتصير رحلتنا الخالية من أيّ مجون , وودادِ الفلاحين السعيدين , وظللتِم تقولون عني  مسكين , !
نمضي برحلتنا , ولا ندري إلى أي مدى سنصل وفي أيّ حين , نقهقه على بعضنا وكلاً يقلد الآخر ونهيم في ضحكاتٍ يتمناها امرأً منكم يا مساكين!
وحين يحين سباتُنا نرحل لبيوتنا آمنين , لننهض في الصباح تحوينا العزيمة مشتاقين , لفلاحةِ أرضنا وسقي البساتين , وزرع حباتِ مشمش ويقطين ,
أما أنتم يا سكان المدينة الآمنين , موحشة وجوهكم  ظلماءٌ تغشى نوركم وجوه الأبرياء المساكين , أطفالكم أطفال التلفاز والمذياع يصيحون , ولا يدرسون , وكبيرهم يلهو بين الشوارع وأغاني الصبية التائهون
لانهارٌ تعرفون
ولا مساءً تفهمون
عيشكم عيش الضغينة والحسد
وكلاً منكم في جلد
وحين تريدون أن تذهبون , تلبسون وتتجملون
وحينها تذهبون
تفقدون عيش البساطة
تقولون عنها فقراً بتراهة
أنتم يا من تدعون الحضارة
وتلبسون ثياب الطهارة
أنتم المساكين