الأربعاء، 20 أبريل 2011

على متن الطائرة




















تبعته نظراتي بلهفة ولكني خشيتُ الكثير فأسديته للزمان , صعدت أدراج الطائرة وكنت ابحث بين الجموعِ عن مقعدي بينما في يدي ورقة كتب عليها رقم جلوسي , وكنت امشي بينهم ابحث عن ماذا عن مكاني أم عنه لا أدري وقتها لم أتقصد شيء , أخبرتني المضيفة أن استند هُنا , كان يقطنُ في المقاعد الوسطى المقعد الثالِث على يسارِ الطائرة وأنا متقدمة بشطر واحد في النصف على الجهةِ اليمنى , كدتُ أطير فرحاً فهو الآن قريباً مني مسافة وأبعدهم عنيّ قلباً واعتباراً , ظللت أتقدم قليلاً حتى استرق بنظراتي وأحتفظ بصورته في مخيلتي , لا أدري ما الذي جذبني نحوه مذ كنا في المطار ننتظر رحلتنا لتترجل , جاء كالريح لهف أنفاسي وذهب , كنت أراعي أشياءً كثيرة, ولا أريد أن يراني ويلحظ اهتمامي بِه, ولكن الأمر خرج من يدي وانتبه لاهتمامي واستراق نظراتي نحوّه , فكنتُ اضحك بشراهة لأني أشعر بالأنس , فهو يراني ولا يعلم إحساسي , لا يعلم ما تخبئه نظراتي .
مرّت الساعتين , كأنها الثواني أذنت لي بالحديث المقتطع بيني وبينه وكان يحس أني أنا ولست أنا بين مصدقٍ ومكذبّ , فكنت أتوارى خلف المقعد حتى لا يراني ويشعر باهتمامي , تواصلت نظراتي وكلماتي , كيف ماذا يحدث لا أدري , هبّت الطائرة للهبوط وقد هبط معها قلبي , يختطف مني دقاتِه , وأذِن كل شيءٍ بالرحيل , بينما كنّا نصعد من ساعتين فحان الآن لأن نهبط , ذهبت وذهب , تتبعته خطواتي ونظراتي , وكان لا يأبه بشيء منّي , كان يخشى أن لا أكون أنا , ولكن يشعر ذات الوقت أنها أنا , التي كانت تسترق النظرات , استلمت حقائبي  , ورحلت دون أي شيء حتى قلبي بقي معلقاً على متن رحيِلِه , ولكنه كان ينظر لي من بعيد ولكن حتى هو كان يخشى أن أراه , كلنا بنفس الإحساس , والجموع حوّلنا تأبى علينا حتى الوداع , وافترقنا دون أن نودّع بعضنا , كلٌ عاد ولكن ليس كما كان مجرداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق