الأربعاء، 20 أبريل 2011

ي مكملاَ فراغــ/ي !









غمرّني الفرح ككل مرّة حين وجدّتُك وكأنني لأول مرة أراك , كأني لأول مرة أشعر بِك كما اللقاء المتوسط بين اللهفة والحنين والشوق , شعرت أني ألهث إليك , أني ابحثُ عنك رغم أنك متواجد إلا أنني شعرتُ أنك أبعد وأنك أقرب , متناقضة المشاعر لديّ سواء كانت لك أو لغيرك , أو أنها تتعمد أن تكون هكذا حتى تشعرني أن الوجود أنت وأن دورة الأرض تتوقف عند توقف نبضي حينما أفكرّ بِك , يا من تحيي الوجد والأنين في آنٍ واحد , يا من تجعل لهفتي تزداد لمصافحتِك وللبحث في كل مرة عن كلمات لا تليق سوى بِك , أريد أن أجرّد الأرض من كل شيء لتصبح ورداً جورياً تخطو قدماك عليّه ,و  أن أجعل كلّ المواعيد متوقفة بل ملغيّة لأن ألتقي بِك ولتصنع اللهفة بنا حينها ما تشاء !
بادرتُ بالمصافحة فصافحتنيّ , لا أدري هل يقِظ فيك الإحساس أم أنّ الحنين فيك رحِم حالي , وقال : كفى تعذيباً لها, هذهِ الحرارة في سلامِك تشعرني بوجودي فيّك ..
تبادلنا الحديث البارد الخالي من المشاعِر , حاولتُ أن أعيش دوّر الصديقة أو الشقيقة حتى لا  أهدر إحساسي وأجعله ينساب مني بغير حولٍ مني ولا قوّة , حاولتُ أن يكون حديثي خالياً من أي كلمة قد تلحقني ذنباً , كعادتِك كنت منشغلاً ولكنك كنت تضحك ومزاجك صافياً , زعمت أني منشغلة أنا أيضاً ولم يتركني الحنين إلا وأيقظني لك من جديد  فعدت !
لم يخلو حديثنا يوماً من تعارك يجعل الحب يموت ويجعل الصداقة تصر أكثر وتبقى, فزعم الحب هنا مستحيل , ورغم أننا ندرك ذلِك إلا أن قلوبنا ليست بأيدينا , فهي تهرب منا وتسافر نحوَ من نحب بلا استئذان , تسافر لمن يحمل هذا الحنين ويشعر بِه..
 للمرّة الألف أسألك هل تحبني  ؟ أو حتى هل تكرهني ؟ يثيرك هذا السؤال ويجعلك في صراع منيّ , تحاول الهرب وأبقى متشبثة بِك كأنفاسِك , أقبلني بكل عيوبي ولا تنتظر أن أكون ملاكاً خالياً من كل العيوب , فإن أحببتني كما أنا سينعتُ ما بيننا حباً ولكن ..إذا أحببت شيئاً جميلاً فيّ وكرهت صفةً أخرى , فلن تحبني أبدا ..لما يجعلك هذا السؤال تغضب مني هي محاولة لشحذ الحب في قلبِك , هناك شيء تخبئة لا أدري ما هوَ .. وهذا ما يجعلني أكرر هذا السؤال بألف صيغة وأخرى !
لا تكترث سأحبك كيفما كنت , وحتى إن كان مرضك معدياً فسأبقى على العهد سأحبك بمرضك وشفائك بصمتك وحديثك بضحكك وبكائك , أعطني فقط هذا الإحساس حتى أشعر بِك أكثر وأحبّك أكثر!!
كثيرٌ عليّك أن تشعرني بهذا الحبّ , وكأنك من يحتسي النبيذ لأول مرة طعمه مرّ وحارِق ولكن , لن يزال صاحبه يحتسيه حتى تتقرح شرايينه!
بتُّ لا أفهمك فإن سمحت لك بالذهاب دون كلمة حبّ , نعتني بعدم الإحساس وإن قلت لك أحبّك خجلت منيّ , أحبك وتحب كرهك ليّ , فقط لو شعرت يوم بكرهٍ منك أو عدم محبة لرأيتني ظللتُ للآن .. مستحيل ذلِك!
أنت الذي أكملت فراغي وأنت الذي جعلت لكياني جمالاً أراه كل يوّم , أنت الذي وضعتني نقطة على حرف الباء في كلمة حبّ , أنت الذي تجعلني أسافر إليك حيث لا أحب العودة أبدا , وإن عدت سأعيش على الذكرى التي تقتلني كل يوّم بسببِك , أنت من تجعلني أحزن وأفرح في آنٍ واحد!

يا نقضي الوحيد في ذاتي
يا مكملاً فراغي
أحبّك ...وكفى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق