الأربعاء، 20 أبريل 2011

ضمور !










عندما جئتَ غابت عني كل الأشياء ,جئت فأحييت فؤادي بعدما كان يذبُل بلا حُب ولا إحساس , أنرت الأضواء الخافتة , وأعليت الأصوات الميّتة , أحييت شيئاً كاد أن يموّت , عندما كانت تضمُر أضلعي جئتَ فأحييتها من جديد , أعدتني للحياة للسماوات للأصوات أيقظت فيّ كل شيءٍ فات , منذ عرفتُك شعرتُ بأني مولود  على كفِّ الحياة يشعر كما يشعرون ويبكي كما يبكون ويضحك كما يضحكون , كنتُ كلما أراك أشعر بلذّة رؤيتك , وكأني في كل مرة  أعرفك مختلفة عن كل مرة, كما أعرفك أجهلك , وكما أجهلك أجهل نظراتِك , أرى أنك شيء لا يمكن وصفه , لا لجمال بل لأني سأظلمك بالوصوف حيث أني لم أرى للآن شيئاً يليقُ بِك , وكلما أبحث في كومة قش أفكاري عن لقبٍ لك لا أجد , أسميتُك قلبي , لأنك أنت الذي يحيا بِه.
حين أفرح لخبرٍ ما أريد أن يكون فرحي لَك أريد أن هذه الإبستامة ترتسم على شفتيك قبل أن ترتسم على شفتي , بهجتي في غيابِك , لا تعادل شيء ولو بسيط من حضورِك .

لما حين أكون محدقةً في شيء تتكون عليه كالضباب صورتُك , أريد نزعها لتبقى أكثر , أحدّق فيك أحاكيك , وأكون في قمة غضبي من أحدهم وسرعان ما ابتسم لحضورك في ذهني!
عندما أحزن أتذكرك , وعندما أفرح أتذكرك , وحين أكون بينهم أتذكرك , أنت لا تغيب عني , كظلي ترافقني , بل أشد حيث أن ظلالي تسير خلفي وأنت دوماً أمامي ,
كثر انحنائي في هذه الغرفة وزاد توقي للجلوس وحدي ,  يسألونني كثيراً ما سر هذا الشحوب ؟  وتأبى شفاهي التحدث, لا أجد إجابة وافية ولا كلمة كافية لهذا الشحوب الذي يصيبني ,
تغيب عني كثيراً لحين ظللت أنك أنت مفرد الغياب ذاتِه , تستقر هناك , وأنا هنا لا استكين أبداً , تبقى أفكاري تتحدث باسمك وأحلامي تسرقني إليك ,
ماذا لو جئتُ إليك الآن ؟ ماذا أنت صانِع ؟ هل ستتقبلني رفيقة لك ..حبيبة نزعت رداء المحبة من الدنيا كلّها لتكون أنت رداء محبتهِا الوحيد , حيث أني وجدت أن الحب لا يستحق أن يكون لغيرِك .. عشتُ ك بكل تفاصيِلك , عرفت كل شيءٍ عنّك , وعندما يتحدثون عنك , تزداد بهجتي وأريد لو أسابِق الكلمات للثناء عليّك .. !
ربما لو قلتُ أني منذ متى لم أراك , ليس بفترة بعيدة , ولكني أشعر أنها أكثر من كثيرة ..ما يغفر لك أنك لم تعدني بشيء , ولم يكن أي حديث بيننا يستقر في نفسي حتى الآن , كنت صورة أعيد رسمتها في كل مرة , وما تزال رسمتي التي لم أتقنها ولن أتقنها ..لأنها خالية من روّحِك ..وروحك التي تحسّ بِي ..وبوجودي ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق