الأربعاء، 20 أبريل 2011

ذكرياتٌ تستفيِق !













يخبرونني أنك بخيّر وتعيش بهناء , ولكن لا اطمئن من ذلك , أريد أن أراك لأزيل هذا الشك من قلبي , لا أدري كيف تعيش , كيف حالُك , أخبرني أنك بخير , أرجوك , أعلم أنه الآن لا يربطُنا سوى ذكريات بائسة ربّما أني احتفِظ بها , وأتذكرها بين فينة وأخرى حتى أطفأ عُسّر هذا الزمان ,
في كل مكان كان يشبه جمعُنا تستفيّق الذكريات فيني, وابكِي , لأن كل شيء جمعنا لا زال موجود ولكن من غيرنا, أشعر أن هذهِ الكراسي تنادينا وهذه الشواطئ تناجينا , تقول أين أنتم , وامتعض صامِتة , أدير وجهي عنها لتنحدِر دموعي بيأس وأقول: لأنه ذهب من غير رجعة ,
صِرتُ أكره منظر البحر وكل شيء أزرق , منظر الليل مع القمر , حتى هذه القواقِع التي كنتُ أتلذذ باصطيادِها بتُ أكره منظرها , ارتبطت أشياء كثيرة بِك , وعندما آتي لها وأراك فيها طيفاً هارِباً , انطوي بعيداً أريد اهرب من كل شيء حتى ذكراك وأراها عالقة فيني لا تنكفئ ,
لم أجنِي من حبّك سوى عذابات أتلذذ بِها , وأراها بلذّة السكر , هي تفيقني على واقعٍ مرير ولكنها تخبرني أن الدنيا مازالت بخيّر , كنتَ أول حباً في حياتي , وربما الأخير , الحب الذي أنولد في كنف الشباب وأطفأه الحرمان وبعدكَ أنت , كانوا كلّما يتحدثون عنك أمامي , أشعر أنهم يدركون سرّ هذا الحزن في عيني , أتراهم يعلمون بحبي لَك ؟!  إذاً لما أبعدونا , وتركونا معلقين بين السماء والأرض ,
لم أقدِر على نسيانِك أبدا , كنتُ أقول دائماً أني سأنسى وأنساك , وكل ما اهرب منك أجدك , ليتني لم أعرفك , ليتك كنت بعيداً مذ خُلقت , 
بيّ شوقٌ إليك , تعدى حدود السفر , ومن أبوح له بهذا الشوق الذي يقطّعني إليك , يهزمني , يدنيني مِنك لكل شيء يرتبط بِك , ستعذبني أسئلتهم , لذا ألتزمت الصمت  , ولم أعد أبوح , لأننا لسنا لبعضِنا , أصبحتَ ملكاً لها , وهيَ ملكاً لك , ومهما أعاضنِي الزمان لن يكُون حبي إليك كما كنت قد أحببتُك ,
ولأني أعرف الكثير عَنك , ولأني عشتُ الكثير معك, وابتدأ  هذا الحُب فيّ حتى أني عدت من السفر وأخبرتهم بهذا الحب في خطواتي للرابِعة عشر , لا أدري كيف تسلل هذا الحب في قلبي وبدأت تعبث في أفكاري ولا تذهب عنها , حتى أني في كل مرة سألتقي فيك أقول سألمحك , سأبوح لَك بكل شيء يكمن في قلبي , لأني في هذه السن سفيهه لا أفقه عواقب الأمور بنظرِهم , ولكني كابرّت كثيراً , وكنتُ ألمح في عيونهم أشياء لا أعرف معناها آنذاك فهي كانت تعني:هوَ لا يفكر في أحد!
كانوا لايحبونَك كثيراً كانوا يتذمرون من تصرفاتِك وعنادك وأفكارِك التي تغيظهم مِنك , أحببتُ تميّزك عن البقية , أحببتُ كرههم لك وغيظهم مِنك , كنتَ كبيراً في عينيّ , أكبر من كل شيء ومن كل تصوّر!
لأنك خارجاً عن زوبعتهم الساذجة كانوا يتقصدون كرههم لَك عن بقيّة إخوتَك , مغامراً حد الجنون , فارساً حد الإنبهَار, عاشقاً حد الثمالة!
مازِلت احتفظ بكل ذكرى لم تجمُل إلا بوجوِدك فيها , ولأنك جزءاً مِنها , حظيت بأنكَ صاحِبها ,
كان الإرتباط بِقلبِك أشبه بأمنية بحلم , هي أبعد من السماء وأقرب من لمسةِ الأرض , لا أكثر!
والآن , بات لا يهمني أن ارتبِط بأي قلبْ , فلن يكون كل شيء جميلاً كما كان معكْ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق